الجمعة، 22 أبريل 2011

كيف تكون قدوة لابنائك



كيف تكون قدوة لأبنائك
****************
سؤال يطرح نفسه لكثيرين منا....قد تكون الاجابة عليه سهلة لاى انسان...فهناك من يقول أربى أبنائى على الحب والتعاون والتسامح والتدين ...الخ
وبالفعل كلها اجابات ناجحة لكنى أرى انها ينقصها الكثير لكى تكون قدوة لأبنك أو بنتك
هناك مشاكل نفسية كثيرة جدا يتعرض لها الأبناء منذ الصغر وتظل أسبابها محفورة فى سراديب اعماقهم..يتوارثونها أجيال وراء أجيال..لتخلق منهم فى النهاية جيل ضعيف هاش ..غير قادر على العطاء ..ضعيف الشخصية....لا يتحمل مواجهة رياح الحياة الصعبة,
تخلق منه انسان متواكل ... لايستطيع أن يواجه أى موقف ويستعين دائما بالأخريين لحل مشاكله بدلا من أن يواجهها بنفسه
عقدا نفسية يخلقها الأباء داخل أبنائهم دون أن يدرون انها ستظل تابعة لشخصية أبنائهم وملتصقة بهم
فتربية الأبناء قد تبدو من ظاهرها أنها أمر سهل ..لكن فى الحقيقة هى غير ذلك...فهى تعتبر من أصعب الأمور التى تواجه الأباء.....
هى رسالة لابد أن يقدر كل أب نتيجة مدى خطورتها فى عملية إنجاحها أو فشلها
وهنا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
(أحب العباد الى الله أنفعهم لأبنائه)
فالتربية الحسنة بمقومات الحب والخير تأتى بالنفع الكثير لابنائنا
ولكن الاهم منها هى أن يرى أبنك او بنتك فيك كل الخير
بمعنى اسلوبك فى الحوار وأحترامك للاخريين وأحترام الأخريين لك.....كلها أشياء تجعل منك قدوة حسنة لهم .. غرستها داخلهم فيتشبهون بها منك
كذلك مواجهتك للمواقف ...وإختيار الحلول المناسبة لأى مشكلة وحكمتك وترويك فى إتخاذ أى قرار يجعل منك بطلاً فى عيونهم يقتادون بك وأيضا يتشبهون بك
ومن هذا المنطلق فأنت خلقت داخلهم تحمل المسئولية والاستقلالية وعواقب إتخاذ القرار
أيضا من الأمور الهامة لكى تكون قدوة حسنة لأبنائك أن يتفاخروا باختيارك لأصدقائك..فالصديق حسن الخلق هو عنوان مشرف لك فى نظر أبنائك....وهنا فأنت أشرت اليهم كيف يختارون أصدقائهم ليتشبهوا بك
أنت عين الارشاد لأبنائك أيها الأب ..فان صلح رب البيت ..صلح البيت كله...والأب هنا هو القدوة الأساسية وليست الأم
فمهما كانت الام صالحة ... فهى لاتستطيع بمفردها إنجاز هذه المهمة الصعبة
واليكم هذه القصة التى جعلتنى اهتم بتناول هذا الموضوع سأعرضها وبأختصار شديد
قصة هذه السيدة بدأت منذ طفولتها..فقد عانت من سلبية شخصية الأب وضعفها ووجدت أمها المسكينة هى المتحملة لكل ظروف الحياة الشاقة وهى التى تواجه كافة المشاكل سواء الحياتية او مشاكل ابنائها الخاصة وهى التى تتخذ القرارات بمفردها وهى التى تحاول غرس القيم السليمة داخل أبنائها...فقد كانوا خمسة شقائق أولاد وبنات
منهم من أثرت فيه تربيتها له وخلقت داخله سمات حسنة ومنهم من تجاهل هذه السمات وضرب بها عرض الحائط
كانت تنظر الى والدتها وهى متألمة فقد كانت تصعب عليها فى أوقات كثيرة لكثرة تحملها كل شئ بمفردها
وأخذت تحلم برجل يمحى من ذاكرتها شخصية والدها التى عانت منها وأحبطتها نفسيا....الى أن تقدم لها العريس المعهود
وياصدمتها فيه....فقد وجدته نسخة أخرى من والدها وعانت الكثير معه..لكنها بدأت تعوض ماافتقدته فى شخصية زوجها مع ابنها...فبدأت تكثف له دروس التعامل مع الأخرين وكيف لايضيع حقه ويتهاون فيه وغرست داخله أشياء حسنة كثيرة فى التدين والصلاة وحب الخير والصدق
ولم تنسى مع كل ذلك ان تجعله يواجه المواقف مع زملائه فى المدرسة
وللاسف كان الزوج دائما يحبط محاولاتها مع ابنها بالفشل
فان تصادف وضربه زميل له بغير حق ..كانت الأم تثور لخوفها من أن يصبح نسخة من أبيه..فلا يقدر على مواجهة المواقف مثله .. فكانت تحبذه على ألا يترك حقه وأن يدافع عن نفسه..لكن الاب كان يقوم بتخويف الصغير
ويقول له لا تسمع كلام امك فلو رديت لزميلك الضربة أو الأهانة لن يتركك وممكن أن تحدث لك عاهة تأتى بك للموت
صراع فى تربية الابن بين الأم القوية والأب الضعيف
أدى فى النهاية الى أن الابن أصبح رجلا سلبى الشخصية لايتحمل المواجهة ولا إتخاذ القرار
اصبح نسخة اخرى من أبيه...وباتت الام فى حسرة عليه وعلى أحواله من مواجهة الحياة الصعبة
وهنا اقول لكل أب
كن حريصاً فى أسلوب تعاملك مع أبنك او بنتك حتى تصنع منهم جيل قوى..قادر على مواجهة الحياة
فالحياة أصبحت صعبة لايقدر على التعامل معها الا الاقوياء
فلنبعد عن السلبيات فى تربية أبنائنا وننظر الى الايجابيات التى تنفعهم فى حياتهم
ولتعلم أيها الاب ان أبنائك هم ثمرة نجاحك فى الدنيا والاخرة
************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق