السبت، 8 يناير 2011

9 ملايين ينتظرون قطار الزواج

9 ملايين ينتظرون قطار الزواج(تقرير)
**************************

الزواج: حلم يداعب خيال كل شاب وفتاة لتكوين أسرة سعيدة: فالفتاة تحلم بأن تتوج ملكة على عرشها وتمارس غريزتها الإنسانية التى وهبها الله إليها وهى غريزة الأمومة والشاب يحلم بالقفص الذهبى الجميل الذى يستقر فيه ويشعره برجولته...
ولكن مع زحمة الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه الشباب، يكاد هذا الحلم أن يتوارى ويوشك أن يتحول إلى سراب. فقد إرتفعت نسبة العنوسة بصورة مخيفة وبذلك تهدد أمن وإستقرار المجتمع سواء على الصعيد الإجتماعى أو الإقتصادى أو حتى على المستوى الأمنى.. وتعتبر أرقام وإحصائيات الزواج والطلاق وحدها كفيلة بإبراز حجم المشكلة ومدى المخاوف والهواجس التى تفرض نفسها على مجتمعاتنا بقوة. فقد كشفت دراسة أعدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بأن عدد الشابات والشباب الذين تجاوزوا سن الـ 35 بلغ أكثر من 9 ملايين شخص كما أكد التقرير أن عدد الذكور من هذه الفئة وصل إلى 5 ملايين و350 ألف فرد مقابل 3 ملايين و850 ألف أنثى (وعدد المطلقات) تجاوز عدد المطلقين حيث بلغ 260 ألف إمرأة مقابل 58 ألف رجل مما يشير إلى أن الرجل يتزوج من جديد أسرع من المرأة. وأكد خبراء الجهاز أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ يعانى منها المجتمع المصرى لا سيما فى السنوات الأخيرة وهى ظاهرة (العنوسة) التى إستهدفت الفئات الوسطى محملين الفتاة والأسرة المسئولية عن تفاقم تلك الظاهرة بسبب تغيير مفاهيم الزواج مما جعل الشاب يقف عاجزاً عن توفير الحد الأدنى لمتطلبات الفتاة وأسرتها... كما أشارت وزارة العدل إلى زواج نحو 200 ألف فتاة من أثرياء أجانب كبار السن ـ وهذا بالطبع يقضى فى النهاية إلى طلاق مؤكد تاركاً أثاراً سلبية مؤلمة على نفسية الفتاة صعب أن تزول مع الأيام...!! وأكدت وزارة العدل أيضاً على أن هناك إتجاهاً بين الشباب للارتباط بزوجات من روسيا .. حيث يرتبط الشاب بفتاة متعلمة وجميلة ولن يكلفه هذا سوى منزل مؤثث فقط. ومع ظاهرة العنوسة بين الفتيات بدأت تفشى ظاهرة الزواج السرى أو الزواج العرفى، زواج المتعة وكذلك زواج المسيار وكلها مسميات لزواج غير متكافىء ويتم معظمه عن الإنحلال الأخلاقى والدينى والتربوى.. ولكن الفتيات إتجهت إليه كنوع من الهروب لدوامات القلق والإكتئاب ومن البديهى أن ذلك يرتبط بمدى ثقافتها وتعلمها وتدينها بالإضافة إلى طبيعة شخصيتها.. فإن كانت ذا شخصية ضعيفة فإن الإنحلال والزواج العرفى يكونان أقصر وأسهل الطرق إليها... وإن كانت شخصيتها قوية فهى تصبر قليلاً لكنها فى الوقت نفسه تطرد عن نفسها شبح العنوسة بأن تتزوج من رجل أكبر منها سناً أو متزوج من أخرى وتعيش فى حالة من التعاسة النفسية والمعنوية... وعندما نستعرض أسباب تفاقم ظـاهرة العنوسة نجد أن أهمها والعامل الأساسى الذى يجهض به أى عملية إتمام زواج... المغالاة فى المهور والتشدد فى تحديد مواصفات المسكن والأثاث التى تفوق قدرة ودخول أغلب الشباب وإمكانياتهم المادية...! كذلك لابد من وجود جميع الأجهزة التى كانت سابقاً تسمى كماليات فقد أصبحت اليوم من الضروريات التى لا يمكن الإستغناء عنها... وهكذا أصبح المجتمع يتخبط بين عادات وتقاليد ومفاهيم حضارية فلم تعد الحكومة متفهمة للتحولات الإقتصادية الصعبة وما يصاحبها من أزمات كفيلة بأن تعجز أى شاب على التقدم خطوة واحدة ناحية الزواج... فأصبحت مشكلة العنوسة مشكلة مادية بحتة... نتيجة التغييرات الجادة التى طرأت على تفكير أغلب الناس ونظام الحياة بشكل عام.... فلم تعد الفتاة تحلم بالفارس الرومانسى وإنما أصبح إهتمامها منصب على قدرته فى توفير حياة مرفهة لها...! وتلعب البطالة دوراً مكملاً فإنحسار الوظائف وفرص العمل أمام الشباب أصبح هو شاغلهم الأساسى الذى يؤرق حياتهم... لأنها حالت دون حصوله على دخل ثابت يؤمن له حياته فى تحمل أعباء الزواج فإن وجد عملاً لا يجد مسكناً وهكذا يمتنع عن الزواج طالما غير قادر مادياً. ويشكل العامل الثقافى سبباً مهماً لمشكلة العنوسة فخروج الفتاة للتعليم الجامعى والعمل ورؤيتها لأنماط مختلفة من الشباب جعلها مترددة فى الإختيار ... أى بمعنى أصبح تريده (عريس تفصيل) به كل الصفات التى تتمناها وكذلك طموحها فى الحصول على أعلى الدرجات العلمية كالماچستير والدكتوراه وطبعاً فى المقابل أصبح الشاب قادراً على إقامة علاقات محرمة تتفاوت فى عمقها وطبيعتها فيشعر فى عدم الحاجة إلى الزواج وبالتالى يؤخر الزواج قدر إستطاعته لأنه يعلم بأن المجتمع يقبل بأن يتزوج الرجل فى أى سن.
بقلم : وفاء عبد الرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق