السبت، 8 يناير 2011

إمرأة أيلة للسقوط..حوار قصصى لقضية اجتماعية


إمرأة آيلة للسقوط
_____________
وقفت أمام المرآة لتنهى زينتها قبل مغادرتها منزلها فهى إمرإة
عاملة ,,, نظرت الى ملامح وجهها وداهمها الحزن وهى تتلمس
خطوط بسيطة بدأت تظهر تحت جفنيها.. سقطت دمعة
ساخنة من عينيها لقد بدأت خطوط الزمان تسطر على ملامحها..
لكنها لازالت جميلة..جذابة داخلها قلب مملوء بالحب والعواطف
والرومانسية..شفافة لمن حولها ..إنسانة بسيطة محبوبة..وقورة
تحظى بحب و إحترام كل من حولها.
خرجت من غرفتها نظرت الى زوجها..رمت عليه تحية الصباح
وهو جالس يقرأ جريدته
وبيده كوب من الشاى .. لم ينظر إليها وهو يرد عليها التحية .
ذهبت الى عملها وعند دخولها الى مكتبها إنعكست كل الآحزان
وتغيرت ملامحها و تبدل شعورها بالكآبة إلى السعادة لقد بدأ
زملائها وزميلاتها فى التحية والحوارات والكلمات الجميلة
التى تحمل إعجابهم بذوقها الرفيع لإختيار ثيابها وإكسسوارها..
إنها بالفعل تحتاج الى زملاء العمل لتعويض ما ينقصها...
لقد انعدم الحوار و المناقشات مع زوجها..الصمت القاتل سيطر
على بيتهم السعيد....
إنشغل الزوج بعمله و مسئولياته و نسى أن له زوجة تحتاجه..
تحتاج لكلمة ثناء... تحتاج لكلمة تعبر عن إشتياق زوجها لها .
وبدأت تسأل نفسها إنى احاول أن أعبر له عن مدى إحتياجى له
لكنه لم يعطينى فرصة للحديث قبل أن ابدأ به..
كم كنت اتمنى أن اناقشه فى مشاكل اولادى البسيطة ينهى حديثه
بانه مشغول و إنى مكلفة منه بحل أى مشاكل أوخلافات تقف أمامهم...!!
موقفه منى ومن اولادى زادنى حيرة ..!!
وتسألت هل هو فى عمله لا يتكلم ولا يتناقش ولا يتحاور مع زملائه بالطبع لا.....
وبدأت الزوجة تهرب من كآبتها مع زوجها وتوجهت بعواطفها
الى زميلها فى العمل الذى عوضها عن ما حرمت منه فهو يغدقها
بكلمات الإعجاب وتطورت معانيها الى الحب والرومانسية ..
لقد ألقى بها زوجها الى تسول الحب والعاطفة والحنان من
انسان آخرغريب عنها .. وجدت فيه ما تحتاجه ..
رجل عرف نقاط ضعفها .. اتخذها طريق للوصول اليها ,
لكنها إمراة مخلصة لزوجها , تنبهت الى براثن هذا الشيطان
الآدمى. وقررت أن تواجه زوجها بكل ما بداخلها حتى تضع
النقط فوق الحروف,, وتسأله هل سيستمر بنا قطار الحياة هكذا
أم هى شقوق وخطوط وضعناها وزادت بيننا دون أن نعبأ بها
حتى صارت داخلنا جروح تنمو فى أعماقنا يوما بعد يوم.
إنتظرته فى المساء حتى أتى فى وقت متأخر قارب منتصف الليل..
وجدها جالسة فى الشرفة وبيدها فنجاناً من القهوة 00
تعجب فى بادئ الا مر ونظر إليها فى تعجب ودهشة وسألها :
ماذا بكِِِِِ ..!!!
قالت له : منتظراك
قال لها : لماذا ياحبيبتى .. !!؟
رفعت رأسها إليه ونظرت إليه بنظرة عتاب
و قالت : حبيبتك منذ متى..!!
قال لها :حبيبتى طول عمرى .. ماذا بك ؟
إنهمرت دمعة على خديها .. أذابت الجليد من حوله
جلس بجانبها ولف ذراعيه على كتفيها وقبلها..متسائلا:
ماذا جرى إنكِ على غير عادتك؟
هل أصابك سوء.. ماذا تشعرين أجيبينى ؟
إرتمت فى أحضانه وقالت له بكل صراحة :
زوجى الحبيب إنى أحبك لا تتركنى فريسة لرجل أخر
تعجب الزوج وظهرت عليه علامات الدهشة والغضب والتساؤل !!؟
ماذا تقصدين بقولك ( فريسة لرجل أخر )؟
أجابت والدموع تملأ عينيها :
أنا دائماً فى إحتياج إليك..تتركنى بلا كلام ولا سلام ..وتأتى
من عملك صامتاً..تغلق معى جميع أنواع الحوار..
لاتسأل عنى ولا عن أحوالى..
جعلتنى أصرخ فى أعماقى أبكى إحتياجى إليكِ...
متعطشة للحديث معك..
فالحوار بنا يقتل الخلافات ويجدد الحب والمودة
وتتقارب الأفكار بيننا ويجعلنى أشعر بأنتمائى إليك
ولكن صمتك بدأ يحفر داخلى فجوة عميقة تتسع مع الزمان ..
جعلتنى أشعر بالوحدة والغربة .. مفتقدة حبك وحنانك..
بدأت أبحث وأنجذب إلى أى رجل يعوضنى عن ما أفتقده معك.
هنا تزمجر وجه الزوج وشعرت الزوجة أنها جرحته ،
فرمت رأسها على صدره وتعلقت برقبته ،
وقالت : صدقنى أنا أحبك وأنت تعرفنى جيداً ليست الخيانة
عنوانى ولكننى أمينة وصادقة معك ومع نفسى..
أعطنى جزء من وقتك لأتحدث معك ..لآخرج ما بداخلى ..
فالصمت يقتل الحب
ويطوى كل العواطف.
هنا قال زوجها : حبيبتى ، زوجتى ، أم أولادى ،
بقدر ما كان كلامك وصراحتك معى كالسوط الغليظ
على نفسى إلا أننى أشعر بالذنب وبأننى إرتكبت جريمة
كبرى فى حقك وحق أولادى ،
أسف ياشريكة عمرى .. لم أشعر يوماً بأبعاد هذه المشكلة
التى ساهمت فى تطورها داخلك بهذا الشكل.
أعذرينى من الآن سأغير حياتى .. و عطلتى الاسبوعية
سأقضيها خصيصاً لكِ وسأفرغ من عملى مبكراً بقدر
المستطاع حتى يكون لكِ نصيباً فيه و للحديث معكِ..
أعذرينى و تقبلى أسفى...
وهنا قبل يداها ووضعها بين يديه....
ونظر فى عينيها ومسح بيديه دمعة سالت على خديها
وقبلها قبلة جميلة على شفتيها نسيت معها كل الألام والآحزان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق