الأحد، 19 ديسمبر 2010

دموع على ضفاف النيل


دموع على ضفاف النيل
___________
عندما تقسى الحياة علينا وتختزن الاحزان داخلنا...وتتشعب الالام
وتصرخ القلوب ولا نجد من يمسح دمع أعيننا.....
فى هذا اليوم وبعد الانتهاء من عملى......
إنتابنى إحساس غريب00ووجدت نفسى أعلق أحزانى على سقف سمائى
المليئة بالغيوم
فى هذا اليوم إجتاحنى شعور غريب .. شعرت أنى وحيدة أنى يتيمه ، ضائعة ،
متعبة ، حزينة القلب00شعرت أنى وسط عالم ضاعت ملامحه منذ
سنين 00!
ومشيت وسط الزحام أتلفت حولى ,
قد اصبح عالم غريب .. أسرعت الخطى والأحزان تلازمنى00!
وتعجبت..!!! الاماكن ليست مكانها ، والشوارع ضاعت معالمها ، والطرق أشبه
بالغابات فى عينى..احترت ياترى أى طريق أسلك؟ فالطرق كلها
متشابهة وسألت نفسى: إلى أين أنا ذاهبه ؟ لا..لا ..بل أنا هاربة !!
فقد خرجت إلى الشوارع الواسعة والميادين أتلفت حولى
كآنى كنت سجينة (بمصباح علاء الدين) مشيت و مشيت 00
تذكرت أيامى الجميلة المرحة بدات أسترسل ذكرياتى فى هذا المكان
منذ سنين , أدركت ان زمانى الجميل الماضى ولى وانا الان فى الزمن
العقيم..زمن بلا ملامح , تنقلت بين الشوارع يعتصرنى الألم 0
ظللت أنظر إلى الاماكن كالتائهة .. كل شئ فيها تغير, الضجيج حولى فى كل
مكان00الات تنبيه السيارات المزعجة أزعجتنى .. كلام الناس بصوت
عالى جعلنى اسرع وأسرع ..لكننى فى هذة اللحظة
تذكرت منظرالنيل الجميل .. كم كنت أعشقه وأحب الجلوس بالقرب منه ,
ذهبت أخيراً إلى مكانى المفضل فهو مكانى الجميل ..كنت دائمة
الذهاب إليه عندما يأخذنى اليه الحنين..
وصلت اليه ..لكنه تغير هو أيضا 00تغير تغيراً كلياً لم بكن بالجمال السابق00
فخرجت مرة أخرى أنظر إلى اسمه فى الخارج فاذ به هو نفس الاسم
ونفس المكان ..فاعتصر الحزن قلبى مرة أخرى على مكانى الجميل 00
وقلت لنفسى : ياربى حتى الأماكن أيضا إصابها الجمود فلم تعد جذابة
كسابق عهدها 00نظرت حولى أين أجلس؟ فلمحت طاولة فى مكان بعيد
هادىء بجانب النيل ..
فجلست وفتحت حقيبتى وأخرجت منها جريدتى المفضلة وطلبت فنجاناً
من القهوة00 فأنا أحب أن أرشفها وأنا فى خلوة شاعرية مع نيلى الجميل00
فرأيت الجميع ينظرون إلى بين الحين والاخر ، أيقنت إنهم مندهشين 00
كيف لى أن أجلس وحدى فى هذا المكان ... فهو عادة مكان للعاشقين يسردون فيه إحلامهم الورديه ويتغنون بأشعار الحب و الهيام ، والمستقبل الجميل الذى ينتظرهم....
وهنا تأملت أحوالى ونفسى .. وتسائلت : ما هذة الحياه العجيبه التى أعيشها ؟ وإلى متى سأظل سجينه ؟!
وبدأت أستعرض شريط حياتى كأنه فيلم أشاهده أمامى 00
أحاول أن أجد له بداية فتهاجمنى أحداث النهاية وكأن شريط حياتى ماهو إلا كتاب
ليس به صفحات مكتوبة إلا صفحة واحدة ..مكتوب بها سطر واحد ليس به الا كلمة واحدة مرسومة بحروف متفرقة ..
جمعتها بصعوبة لأجد معناها الحرمان..
سالت دموعى وأنا أرى حياتى تدور فى حلقات مفرغة ومغلقة...
مهما حاولت أن أخرج منها تلتف حولى مداراتها لتعيدنى إليها من جديد...
ولم أستطع السيطرة على إنفعالاتى
فقد سبقتنى دموعى التى إخفيتها خلف نظارتى السوداء
ورفعت الجريدة لأعلى كى لايلاحظ أحد تغيير ملامحى التى أثارتها الذكرى الحزينة 00
وهدأت شيئاً فشيئاً وأنا أنظر إلى النيل أشكى له ما بداخلى 00
تمنيت ان اقضى بقية عمرى فى هذا المكان وأنا أهيم بكل مشاعرى
وحبى وإحساسى إلى النيل 00وداهمنى الوقت فلم أحسب كم من الساعات
قضيتها تحت أغصان هذه الشجرة الجميلة التى كانت تحيط بى كأنها
تحتضنى وتواسينى 00 فإذ بابنتى توقظنى من عالمى الجميل ،
وتخرجنى منه..لأسمع صوتها الرقيق عبرالهاتف قائله : إنت فين يا ماما؟؟؟!!!
تمالكت نفسى 000 وقلت: أنا فى الطريق سأحضر حالا يا حبيبتى لا تقلقى...
لقد أخرجنى صوت ابنتى من عالمى ونظرت إلى النيل وكلى لوعة
واسى وهمست له فى صمت
(كم كنت أريد ألا أتركك فأنت صديقى الذى أئتمنه على أسرارى ،
ياخذها معه ويعيدها إلى مرة أخرى دون البوح بها لأحد )
وعدت إلى بيتى مرة ثانية وأنا أقول فى نفسى
لابد لى أن أستمر ....من أجل إبنتى،
وأن أنتظر حكم السماء العادل..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق