الاثنين، 13 ديسمبر 2010

احنا بنشترى راجل...قصة من الحياة


إحنا بنشترى راجل
*************
..عزيزى الأب عزيزتى الأم
(إحنا بنشترى راجل) .. كلمة شائعة عندما يتقدم عريس إلى إبنتك ,
كلمة أتمنى أن تختفى من قاموس مجاملاتنا لأهل العريس ,
هذة الكلمة قد أطاحت بمستقبل كثير من بناتنا, فعندما تنطقها أيها الأب يجب أن تعلم أنك تتنازل عن حقوق كثيرة لابنتك , هذا فى حالة إن كنت من النوع الطيب الخجول المتسامح لأنك قد لاتجرؤ أن تقول له : ماهى أوراق سيرتك الذاتية لكى أتعرف عليك اكثرمن خلالها , أو أريد أن أرى بطاقتك أو ما يدل على مؤهلاتك أو ما يثبت مفردات مرتبك من جهة عملك - ستحرج منه لأنك قلت له ( إحنا ياإبنى بنشترى راجل )
إليك هذة القصة المثيرة .. فتعالى ندخل سراديبها ونعرف ما حل بهذة الفتاة المسكينة التى ضاع مستقبلها ومات طموحها بسبب هذة الكلمة البسيطة.
بطلة هذه القصة .. فتاة جميلة مهذبة , مرحة , رقيقة , حالمة , مثيرة ,
عندما ينظر اليها أى شاب يتمناها لتكون زوجة له,,
حصلت على مؤهلها العالى وتمنت أن تواصل للدراسات العليا فلم يحالفها حظها فى التقدير العام فأخذت دورات فى اللغة الإنجليزية والكمبيوتر0
إلتحقت بسوق العمل وحظيت على حب وإحترام كل من حولها من العاملين إلى رؤساء الأقسام إلى المديرين.. يلتف الجميع حولها وينظرون إليها بإعجاب وإحترام
تقدم لها فى عملها العديد من المراكز المرموقة والمؤهلات العليا .. لكن كان لها وجهة نظر فى شريك حياتها ,, وفى أقل من سنتين تدرجت فى وظيفتها بإحدى الاقسام إلى مكتب المدير العام , وتم تعيينها لديه لما تتمتع به من نشاط ولياقة وحسن أداء وثقة بالنفس
إلى أبعد الحدود,
تمنت أن تكون زوجة لرجل مهم له مكانته العلمية, تتباهى وتفخر به, تمنت أن تكون سيدة مجتمع , لا يهمها الثراء بقدر المستوى العلمى والمعنوى .. مرت الأيام وتقدم لها شاب وسيم , جذاب , هادئ الطباع رأها وهى تمر من أمام سيارته فأعجب بها وتقدم لخطبتها فهو يعمل فى دولة عربية وحاصل على مؤهل عالى , يمتلك سيارة فارهة , ميسور الحال جداً وسينهى عقد عمله فى خلال سنة ويستقر فى بلده وسيقيم مشروعا ضخماً0
فرح الوالد فرحاً شديداً بهذا العريس اللقطة وقرأ الفاتحة وقال على خيرة الله(إحنا بنشترى راجل) ولم يكلف نفسه عناء السؤال عنه واكتفى بهذه المعلومات من عائلته التى طلبت منه أن يتم عقد القران فى خلال (7 أيام) وذلك لظروف عمله ,
طلبت الفتاة من والدها كتابة قائمة بالأثاث فقال لها الأب : (لا ياإبنتى-لا يصح أن
أطلب منه قائمة وليس هناك منزل للزوجية ولا أثاث ..لأنك ستسافرين معه..!!
(لا ..لا..إحنا بنشترى راجل)
ولم تراجع الفتاة حكم والدها لأنها كانت مطيعة ومغلوبة على أمرها - ثم فوجئت ثانى يوم ( لعقد القران ) عريسها يأمرها بأن تستقيل من عملها إستقالة بلا رجعة - رفضت لآن عملها بمكتب المدير العام فرصة لأى فتاة أن تحصل عليه فى هذه المدة البسيطة من عملها...فغضب وشكاها لوالدها-فما كان من الأب إلا أن أمر إبنتة بالاستقالة وقال لها : أعطاكِِِِ الله رجلاًً ميسور الحال- لماذا تريدين أن ترهقى نفسك فى العمل؟ إسمعى كلامه فهو الأن زوجك ومن حقة يأمرك بما يريد ..
قدمت إستقالتها لكنها لمحت فى أعين زملائها ورؤسائها فى العمل نظرات الحزن والحسرة ولم يتفوه أحداً منهم بكلمة - لكن نظراتهم لها مزقت قلبها كأنهم يتنبئون بما قد ينتظرها !!
وبعد أيام قليلة فوجئت بأهله يجتمعون مرة ثانية وأصطنعوا تمثيلية من تأليفهم أقنعوا بها الأب أنه لابد أن يتم الزفاف قبل سفره - فوافق الأب وجعل إبنتة فى حالة من الذهول !!
كيف ؟ وأين بيت الزوجية ؟ واين تجهيزات الأثاث ؟ وأين قائمة الأثاث التى يكتبها كل أب لابنته لكى يحافظ على حقها .. فرد عليها الأب : عيب يا بنتى قايمة أية (إحنا بنشترى راجل)
وتم الزفاف فى منزل اسرتها لحين أن يعودا من الدولة العربية ويتم تجهيز المسكن والأثاث .. وبعد بضعة أيام من الزفاف أحضر أوراق إستحراج البطاقة العائلية لكى يدون بها بياناته - لكنه تركها سهوا منه وكانت المفاجأة الكبرى التى زلزلت كيانها وأدارت الأرض من تحت قدميها - فقد قرأت الخانات وإستوقفتها خانة أعلى مؤهل دراسى حصل عليه.. ولكن يااااااااربى..!! ما هذا الذى تقرأه ؟؟ وأغلقت عينيها وفتحتها مرة أخرى ربما تكون أخطات فى القراءة .. فقد كان أعلى مؤهل دراسى هو( الإبتدائية ( إنهارت أصابتها حالة من الشلل الدماغى لم تقوى على الوقوف, فسقطت على الأرض وهنا دخلت والدتها على أثر سماع إرتطام إبنتها وقالت وهى متلهفة عليها: إبنتى ماذا بك... فأجابتها : الحقينى يا أمى لقد تزوجت نصاب - خدعنا هو وأهله,, لماذا لم يسال عنه والدى- سعدتم بالسيارة الفارهة وعمله بالدولة العربية - وأخذت تبكى وتصرخ وتلطم خديها وهى تقول : طلقونى منه-أرجوكى ياأمى.. لابد أن يطلقنى .. فبكت الأم وقالت لها : مستحيل ماذا يقولون عنك الناس ؟ لم يمر على زفافك سوى عدة أيام وتطلقى!! لم يتركك أحد فى حالك
وطلبت منها أن يكون هذا الموضوع سر لايعرفة أحد..
فى هذة اللحظة جاء الزوج مسرعاً لكى يأخذ الأوراق التى نسيها فلاحظ حالة الإنهيار, والدموع المتلاحقة فسألها بكل برود : ماذا بكِِ ؟ فأجابته : ماهى مؤهلاتك ؟ مش حرام عليك تخدعنى وتقول أنك حاصل على مؤهل عالى وأنت لم تحصل إلا على الأبتدائية لماذا ظلمتنى ؟ لماذا أهلك خدعونا ؟ ألم تخاف الله - قالتها وهى تصرخ فى وجهه فأجابها : لقد أحببتك بشدة وتمنيت أن تكونى لى وعندما أخبرت أختى الكبرى قالت لى: لا تقلق سوف أزوجها لك.. ولم أتمكن من إخبارك بحقيقة مؤهلى لانك كنت سترفضين الزواج منى..!!
أصاب الفتاة حالة من الإحباط والإنكسار .. شعرت بالضياع ,
فقد ضاع مستقبلها وضاعت حياتها ,,
طلبت من أبيها أن يتدخل ويتم الطلاق .. لكنه هو أيضا رفض قال لها: ماعنديش بنات تطلق - إرضى بنصيبك وهذا قدرك..!!
مرت عليها السنين وهى حزينة,إنعزلت عن العالم,أصابتها الكأبة- لم تنعم بأى راحة بال,شعرت أنها لن تعود مرة ثانية إلى سابق عهدها - إنعدمت لغة الحوار بينهما فقد كان يتمتع بجمود فى التفكير - ولة روتينة الخاص به فى كيفية التعامل معها ,
فلم يكن على مستوى تفكيرها لأنها كانت تقرأ كثيراً لتثقل ثقافتها الفكرية وتنمى إسلوبها الثقافى فما كان منه إلا أن يمزق أى كتاب يقع فى يده - ويتهمها بأنها تستعرض ثقافتها عليه
وعند مشاهدتها أو سماعها للبرامج العلمية أوالثقافية يستهزء منها .. الأمر الذى زاد من إستيائها له00
وتصاعدت الخلافات بينهما بعد سنين قليلة .. فلم تعد تقوى على إحتمالة أكثر من ذلك رغم إنجابها منه ولدين - طلبت من والدها أن يقف بجانبها للمرة الثالثة ويطلقها منه
ولكن كان رده كرده سابقا( إحنا مش عاوزين فضايح ) عيشى من أجل أبنائك ..
صبرت وتحاملت لأن الظروف المحيطة بها كانت تفرض عليها ذلك,
أصبحت فى حالة الكأبة المزمنة,أغلقت باب حجرتها عليها وكرهت كل من حولها
كرهته حتى النخاع, عاشت سنين عمرها حزينة تبكى ليلاً ونهاراً
ودائماً تسأل نفسها: ما ذنبى حتى أتحمل هذا الرجل؟
كان من الممكن أن تتحمله لو أنه كان حنوناً , عطوفا , ملتزماً بمسؤلياته, يعرف واجباته تجاه أبنائه- لكنة للأسف حتى هذه الصفات لم تكن موجودة لديه ..
فقد كان غليظ القلب , معاملته جافة وهى إنسانة حساسة عاشقة للرومانسية التى تسيطر عليها والتى لا تستطيع أن تتخلص منها لأنها من مفردات شخصيتها ..
أخذت على نفسها أن تسير ضد التيار وأن تعيد ترتيب أوراقها من جديد - بحثت عن عمل حتى تفى بإحتياجاتها هى وأبنائها.. قطعت العلاقة الزوجية بينهما لكى تشبع رغبتها فى الانتقام منه جزاء له بما فعل بحياتها .. فالعشرة بينهما مستحيلة - إنفصلت عنه تماما ..معنويا وماديآ وجسديآ..
أصبحت حياتهما جحيما إلى أجل غير مسمى0
والأن عزيزى القارئ هل ما زلت عند قولك...
احنا بنشترى راجل ؟؟
لا أظن ..أنك ستعيد ترديدها لأن أكيد رسالتى قد وصلت اليك<<< **********************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق