الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الحب روضة العشاق


الحب روضة العشاق
***************
الحب هو الكلمة الساحرة ذات الظلال الرقيقة التى تغمرنا بالسعادة والثقة بالنفس وترتفع بنا إلى درجات رفيعة فى المقامات والدرجات فالحب نبراس يرتقى بنا إلى غاية الرضا..
يملأ حياتنا شذا وعطراً كما عطر الياسمين ينتشر فى المكان .. فالحب من الفضائل الكبرى التى أنعم بها الله على الإنسان.
أفضل شىء يأتى للإنسان من وراء الحب هو التعفف وترك المعصية فإن أردت أن تكون إنساناً فإن هذا يعنى أن تذوب حباً.. وأن يسرى الحب فى جوانحك..
وكثيراً من المفكرين يميلون إلى أن الحب قضاء من الله وقدر ولا راد لحكم الله فيه..
وفريق أخر يقول: ان العشق شىء إختيارى نابع لإرادة النفس..!!
فالحب مسلك يسلب حواسنا لنسمع همسه.. تمطرنا سماؤه دفئاً وسعادة.. وهو أيضاًَ سلوك إنسانى يعبر عن علاقة الفرد بالعالم من حوله. دون هذا يكون الحب مجرد غيم عابر.. ولا يوجد عمل أدبى إلا والحب أرضية خصبة له.. فهو المصدر الأعلى لكل عظيم.. هو وحى الإنسان ودوافعه والهامه..
والذى ليس فى قلبه عشق هو شبه إنسان.. لأن الإنسان عقل وأفاق.. روح وأشواق.. إحساس ووجود..
فالإنسان بطبيعته محب للجمال فمصدر الحب ينبع من الجمال والكمال فالحب صغير المبنى لكنه كبير المعنى فهو الرفق والصدق، الوفاء و الصفاء , العطف والحنان هو الإيمان وهو إدراك للجمال بالعقل أو الحواس.
والحب العظيم ينم عن تقدير لإنسان عظيم .. وكم من الناس تعساء إذا خيل بينهم وبين تطلعات حبهم. لكنهم على ذلك سعداء بالحب نفسه، يقطعون هدأة الليل فى حسرات.. ترأف بهم النجوم فى سمائها البعيدة.. هم أهنأ بذلك العذاب ممن ينامون في روضة الأحلام..
ومأسى وضحايا الحب المفعمة بالوفاء كثيرة.. منهم قصة قيس العامرى.. يوم ذهب مع أبيه إلي البيت الحرام بعد أن يأس من حب لليلاه؟ لقد قال له والده: تعلق بأستار الكعبة وإسأل الله أن يعافيك من حب ليلى، فتعلق، ولكنه قال: اللهم زدنى بها حباً ولا أنسنى ذكرها أبدا...
فكان بعد ذلك إذا وقع بصره على شىء من أثارها. تاه عن ذلك الشىء، وزاغت عيناه عن التأمل فى حقيقته وانصرف بخياله إلى صاحبة هذا الشىء فلم يعد يرى فيه إلا ما يذكره بها ويقول:
أمر على الديار ديار ليلى
أقبل ذاك الجدار وذاك الجدار
وما حب الديار شغلن قلبى
ولكن حب من سكن الديار.

وقصة أخرى من قصص الموت عشقاً..
كان الاصمعى يسير فى البادية (الصحراء) فمر بحجر مكتوب عليه هذا البيت: ـ
أيا معشر العشاق بالله خبرونى... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ ؟
فكتب البدوى له اسفله00
يدارى هواه ثم يكتم سره... ويخشع فى كل الأمور ويخضعُ
فعاد فى اليوم الثانى فوجد تحته
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى... وفى كل يوم قلبه يتقطع.
فكتب له البدوى اسفله00
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره... فليس له شىء سوى الموت ينفعُ
فعاد فى اليوم الثالث00
فوجد شاباً ملقى تحت ذات الحجر ومكتوب تحته 00
سمعنا .. أطعنا.. ثم متنا فبلغوا سلامى إلى من كان بالوصل يمتنعُ..
فهنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم... وللعاشق المسكين ما يتجرع0ُ

ويروى أن شجرتين التقتا حول قبرين متلاصقين.. أما القبرين فهما لعاشقين،
وقيل تألفا فى الحياة وفى الممات ، ونوع هذا الشجرة غريب...
لا يعرف اسمه ولا يعرف هل نبت هذا الشجر من دم العشاق.
أم تحول العشق إلى شجرة ، أم تجاوب الشجر مع مشاعر العشاق..
فالعشق روح تتفاعل مع دم المعشوق.
فدم العاشق ودم القتيل (متساويان)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق