الاثنين، 13 ديسمبر 2010

إبحثى عن الحب فى الخمسين



إبحثى عن الحب فى الخمسين
*******************
كل شئ حولنا تحكمه قوانين وقيود وأحكام..إلا الحب فهو الشئ
الوحيد الذى لايخضع لأى قوانين أو معايير وليس له علاقة
بالعمر فإن مشاعر الحب تنطلق بشكل عفوى فورى من دون
تخطيط.... فمن منا لايبحث عن الحب..إنه أرقى المشاعر الإنسانية
فالحب أمل وإيجابية.. بل دليل على الصحة النفسية للمرآة0
ولكن ماذا عن الحب فى سن الخمسين .. أو كما يطلق عليه
(سن اليأس) بداية قبل أن نخوض فى التفاصيل والتحليلات
النفسية يجب أن نعلم أن هذا اللفظ خاطئ لانه ناقص وغير
مكتمل, والمقصود به(سن اليأس فى الإنجاب)وهى مرحلة إنتقالية
طبيعية بيولوجية مثلها مثل البلوغ والمراهقة,الحمل,الولادة ,
واليأس فى الإنجاب ,
فيجب أن ندركها فى هذا الحدود ليس أكثر ولا أقل,
وهى ليست مقصورة على النساء فقط ولكن أيضاً على الرجال,
وإن كان حدوث سن اليأس لديهم يتم ببطئ شديد0
وعندما تبدأ المراة بلوغ سن الخمسين تستبد بها الهواجس
وتراودها الظنون وتسال نفسها : كيف أهتم بنفسى؟ كيف أحافظ
على جمالى؟ ماذا أفعل لآظل موضع إهتمام من حولى ؟
وقد إستثمرت كثيراً من شركات التجميل والأدوية هذا القلق وتلك
الظنون فى ترويج أوهام للمراة ..للمحافظة على جمالها وشبابها
فى هذا السن ولكن قد لاتعرف الكثيرات أن الحياة تبدأ من سن
الخمسين 0
فالمراة هنا تحتاج إلى الحب , إلى الشعور بالإنتماء لشخص أخر
تشعر تجاهه بلإرتياح والطمأنينة ومشاركته فى الآحاسيس
المرهفة وفى كل شئ فى الحياة0
والمرأة فد تختلف قدرتها على الحب والإختلاف هنا ليس له علاقة
بالعمر ولكن يقصد به أن هذا الحب هو الحب الثانى ..
أى أنها تجدد حبها بعد أن مرت بتجارب فى الحياة مثل:
الزواج,الإنجاب,زواج الآبناء,موت الزوج,او الإنفصال..الخ
أو أى تجارب أخرى تؤثر عليها بشكل أو بآخر0
ومن الصعب على المرآة الإختيار فى هذا السن لأن الفرص
أصبحت قليلة بل نادرة, ليس مثل أيام الشباب.. فلابد أن يتم
الإختيار بطريقة صحيحة لأن الشخص عند تقدمه فى السن
يكون أكثر تائراً بالصدمات العاطفية0
لقد خلق الله المرأة وانعم عليها بشحنة زاخرة من العواطف
والأحاسيس أغرقت بها أبنائها ... لكنهم عندما يكبرون ويقل
إرتباطهم بها يبدأ يطرأ عليها التغيير وتشعر بحالة من الاحباط
تسمى (أزمة منتصف العمر)
وقد تكتشف المرأة أنها فى هذه المرحلة تتمتع بحرية أكثر،
وتتخلص من أعباء عديدة فتبداء بمزاولة أنشطة كثيرة ومفيدة..
فهى لا تتوقف عن العطاء ...لكنها تبدأ تبحث عن نفسها -
عن حب يملأ حياتها ..
تصب إليه شحنة العواطف والآحاسيس المدفونة بداخلها فتتوجة
بها إلى الإنسان الذى إختاره قلبها .. فقد إنفصل الآبناء عنها
ومن حقها أن تعيش حياتها مع من تحبه بعد أن أعطت كل
ما لديها لأبنائها ,
وهذا لا يعنى إهمالها لهم ... لكن من حقها عليهم ألا يعترضوا
طريقها الذى تجد فيه سعادتها 0
أحيانا تقف أمام هذا الحب عوائق فى هذه المرحلة العمرية :
كالآبناء وإعتراضهم ، أو خوفها من الفشل أو بمعنى أخر الشك
فى نجاح التجربة - لأنها عند وصولها لهذا السن تكون قد عاشت
الحب وعرفت الخداع ومرت بجميع تجارب الحياة ...
نتيجة لتراكم خبراتها تحاول جمع كل الصفات التى تريدها فى شريك
حياتها حتى لا تتكرر أخطاء الماضى فترسم صورة متكاملة للشخص
الذى تريد الارتباط به .. ومن الصعب أن نجد شخص كامل!!
ولكن الأهم هو البحث عن من له أهداف مشتركة وليست صفات مشتركة
حيث يصعب تحقيق التوافق الكامل بينهم.
أوهام المشاعر : قد تفتقد المرأة حب أبنائها لها فتتجه بإحساسها
العاطفى الى شاب صغير فى السن كتعويض عن الأبناء الذى فقدتهم .
لكن لابد من له قلب شاب لآن صغر السن ليس بقلة السنين فقط ..
إنما إحساس يكمن داخل الانسان وينعكس على تصرفاته تجعله يبدو
وكأنه شاب صغير مقبل على الحياة ..تجد معه كل الحب والسعادة والهناء..
ويؤكد حديثنا القصة الاتية...
إنفصلت عن زوجى بعد زواج دام 25 سنة عشت معه فى عذاب
وشقاء حتى كبروا أبنائى الثلاثة وتزوجوا ..تحملت الكثير من
أجلهم ولكننى وجدت نفسى وحيدة.... بدأ أبنائى يتباعدوا فى مواعيد
زيارتهم لى شيئا فشيئا..
بدأ الإحباط والإكتئاب يتسلل إلى نفسى.. بدات أخرج وأهتم بنفسى..
واستعيد نشاطى فى حياتى العملية حتى أنجو بنفسى من هذه الحالة المفزعة .. وبالصدفة البحتة تقابلت مع صديق أخى وكنا
على علاقة حب جميلة بريئة جمعتنا قبل زواج كلا منا ولظروف ما
تباعدنا ورحل كلا منا عن الأخر ..وبعدما تلاقينا إستمرت علاقتنا
وترابطنا يقوى مع الايام حتى صارحنى بأن الحب فى قلبه لم يمت .
لكنه سكن داخله مع السنين وإستيقظ داخله من جديد وشرح لى
ظروفه مع زوجته.. فلم يكن أقل نصيباً منى فى حياته الزوجية
واتفقنا على الارتباط ولم يكن لدى أبنائى أى إعتراض على زواجى
منه.. بل بالعكس سعدوا لسعادتى وأنا الأن أعيش معه أجمل سنوات
عمرى . فقد عوضنى الله به وأشعر معه بأننى فتاة فى ريعان شبابها
فهو إنسان معطاء وعطوف...
أما القصة التالية :
كان زواجى فى هذا السن عجيب ويحسدنى عليه جميع أصدقائى
بل ويتعجبون لهذه الحياة المملؤة بالحب الذى أعيشها مع زوجى
الحبيب الأن..فقد مات زوجى منذ 10 أعوام وأكملت مسيرة الحياة
مع أبنائى ولكننى فى أوقات فراغى كنت أهرب من وحدتى بالجلوس
على الكمبيوتر فكنت أرى أبنائى يتحدثون على النت وفى يوم أردت
أن أفعل مثلهم فتحدثت مع رجل يكبرنى بعامين وظروفه مثلى تقريبا
جذبنى حديثه الممتع وكل يوم كانت علاقتنا تتوطد أكثر فأكثر فكنت
أرى فى كلامه الرزانة والهدوء والأدب ..وزدت تعلقا به ..
دون أن أراه , لقد أدخل على حياتى البهجة والفرحة وأخرجنى من
عزلتى , ثم حان وقت لقائنا فذهبت وكأنى طفلة تتعثر فى خطواتها ..
ورأيته وكان كما وصف لى بدون أى مبالغة وتزوجنا بعد أول لقاء
لنا...أغدقنى بكل الحب والحنان الذى حرمت منهما طيلة عمرى
وجعلنى أسعد إنسانة..وأنا دائمة الشكر لله على زواجى بهذا الرجل.
والأن هذه دعوة مفتوحة لكل إمرأة ..
أبحثى عن الحب فالباب مفتوح أمامك..فأنت الأن أصبحت وحيدة
وفى إحتياج لمن يهتم بك..يستمع إليك..يشاركك أحاسيسك ومشاعرك ..
يشاركك أوقات فرحك وليس فقط أوقات حزنك فالحل تجديه فى الحب
سواء كان صديقاً لكى أو شريكاً لحياتك ..وقتها لابد من الاستسلام
ورفع الراية البيضاء إذا كان شخص صادق فى عواطفه
وعندئذ سيدق قلبك بالحب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق